أتعلمُ أيَّ عضوٍ يجبُ أنْ تسيطرَ عليهِ تماماً خلالَ فترةِ الصومِ ؟
قَالَ رَسُول اللَّهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم " إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ فَتَقُولُ اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ فَإِنِ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنِ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا".
ومعنى تكفيرُها للِّسانِ أنها تخاطبهُ بخضوعٍ كمن يقفُ بينَ يدي سيّدهِ منحنياً و واضعاً يَدَهُ على صدرهِ ومُطأْطئاً رأْسَهُ كالرّكوعِ تعظيمًا لهُ !
فاحذرْ من لسانكَ كما تخشى الأفعى والعقربَ ، فسمومهُ تضرُّكَ أشدَّ من ضررِ الآخرينَ ،
ربّما تتذكرُ مواقفَ كثيرةً أوقعتكَ في المشاكلِ وسببُها ما نطقتَ بهِ من كلامٍ بلا تعقُّلٍ أو نظرٍ في العواقبِ ،
إنَّ هذا اللسانَ مفتاحُ خيرٍ ومفتاحُ شرٍّ، فاختِمْ على لسانكَ كما تختمُ على ذهبِكَ وورقِكَ
وشهُر رمضانَ فرصةٌ لحبسِ هذا العضوِ المتمرّدِ وترويضهِ فاسجنهُ بينَ فكّيكَ ، ليصبحَ الصمتُ من عادتكَ وإنْ نطقتَ فلا تنطقْ إلا بالخيرِ ولأجلِ الخيرِ وكما حثَّنا رسولُ اللهِ في خطبتهِ الشريفةِ : " و احفظوا ألسنتَكم"
فاحذرْ فضولَ الكلامِ فإنَّكَ إذا رأيتَ قساوةً في قلبِكَ ووهناً في بدنكَ وحِرماناً في رزقكَ فاعلمْ أنَّكَ تكلمتَ فيما لا يعنيك